لماذا يكثف جيش الاحتلال هجماته على قطاع غزة ؟!

تتواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية مواجهات مستمرة ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية جهودًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.



وتمتد الاشتباكات على نطاق واسع يشمل مناطق في شمال القطاع وجنوبه، ما يعكس – بحسب محللين – محاولات لفرض واقع ميداني قبيل التوصل إلى أي تفاهمات سياسية. واعتبر الخبير العسكري العميد إلياس حنا، في حديثه لقناة الجزيرة، أن التحركات العسكرية قد تكون مرتبطة بالمرحلة التمهيدية للاتفاق الجاري التفاوض بشأنه.


وخلال الأيام الأخيرة، كثف جيش الاحتلال عملياته في غزة بمشاركة خمس فرق نخبة، بهدف تحقيق مكاسب ميدانية قبل وقف محتمل لإطلاق النار، والعودة إلى ما يُعرف بـ"المنطقة الأمنية العازلة"، وفق ما ورد في اتفاق سابق في يناير/كانون الثاني.


ويُرجّح أن الجيش يسعى أيضًا، وفق الخبير ذاته، إلى تقديم ما وصفه بـ"صورة نصر"، ضمن خطة "عربات جدعون"، من خلال الإشارة إلى استهداف تشكيلات تابعة للمقاومة، وتأكيد السيطرة على جزء كبير من أراضي القطاع. وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن الجيش يزعم السيطرة على نحو 75% من القطاع، وقتل عدد كبير من المقاتلين.


في المقابل، تشير التقديرات إلى أن العمليات العسكرية، وخاصة في المناطق التي توغل فيها الجيش خلال الأشهر الماضية، خلفت دمارًا واسعًا وارتفاعًا في خسائر القوات المشاركة، لا سيما بين وحدات الهندسة.


ورغم استمرار العمليات، يرى محللون أن الهدف السياسي المعلن للحكومة الإسرائيلية – وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – بات محل تساؤل، خاصة في ظل صعوبة تحقيق "نصر حاسم"، ما يدفع جيش الاحتلال، بحسب حنا، إلى إعادة تقييم أهدافه واستراتيجياته.


وفي هذا السياق، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن الجيش أبلغ المستوى السياسي بأنه يقترب من إنهاء المرحلة الحالية من عمليته العسكرية في غزة، محذرًا من أن استمرار القتال قد يهدد حياة الجنود الأسرى.


كما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 30 جنديًا وضابطًا قُتلوا منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي، بينهم 21 قُتلوا جراء عبوات ناسفة. وفي يونيو/حزيران وحده، أفادت صحيفة "هآرتس" بمقتل 20 جنديًا خلال المعارك في القطاع.

تأتي هذه التطورات في ظل مساعٍ دولية متواصلة لدفع الأطراف نحو اتفاق شامل يُنهي التصعيد ويؤسس لمرحلة تهدئة طويلة الأمد.


المصدر / الجزيرة 

منشورات شائعة

ضع اعلانك هنا